آثار أزمة كورونا على الأداء المحاسبي


عواقب جائحة كورونا أدت بما لا يدع مجالا إلى تدهور الوضع المالي بعد تاريخ إعداد التقارير المالية، ومن شدة هذا التدهور أصبح أساس الاستمرارية في إعدادها غير مناسبا لدى بعض الشركات وعلى وجه الخصوص الشركات المتوسطه والصغيره.

ولطبيعة حدث وتوقيت جائحة كورونا يكمن التساؤل الاساسي: 

هل يمكن اعتبار جائحة كورونا حدث يستوجب تعديل القوائم المالية للشركات أم لا يستوجب التعديل ويكتفي فقط بالإفصاح ؟

 

حسب اغلبية الرأي المنطقي يعتبر جائحة كورونا حدث غير قابل للتعديل ولكن حدث يؤثر على معلومات محاسبية منشورة بتاريخ ٣١ ديسمبر ۲۰۱۹ م، مع الأخذ في الاعتبار أنه آنذاك لم يكن هناك دليل واضح على انتقال العدوى من إنسان لأخر، وإن ما حدث كان أحداث لاحقة لإعداد القوائم المالية، ولأنها قد تغير احتمالات وقائع أو أحداث كانت قد وقعت في الماضي فيجب الإفصاح عنها، لأن تداعيات جائحة كورونا ستؤثر على نتائج الأعمال والمركز المالي والافصاحات المكملة المنشورة في ۳۱ ديسمبر ۲۰۱۹ م 

 

ينص معيار المحاسبة الدولى 10 للتفرقة بين الحدث الذي يستوجب التعديل في القوائم المالية والحدث الذي لا يستوجب التعديل :

١- الحدث الذي يستوجب التعديل : الحدث الذي وقع بعد تاريخ فترة التقرير ولكن يقدم دليل عن ظروف كانت موجودة قبل فترة التقرير ( تاريخ القوائم المالية ). 

٢- حدث لا يستوجب التعديل: حدث يشير إلى ظروف نشأت بعد تاريخ إعداد التقرير ( تاريخ القوائم المالية).

 

 

المعيار المحاسبي رقم 10

 

يعرف كل من المعيار الدولي للمحاسبة رقم ۱۰  الأحداث بعد فترة التقرير والقسم رقم ۳۲ من المعيار الدولي للتقرير المالي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة الأحداث بعد نهاية فترة التقرير

 بأنها تلك الأحداث، المواتية وغير المواتية، التي تحدث بين نهاية فترة التقرير والتاريخ الذي تعتمد فيه القوائم المالية للإصدار. ويوجد نوعان من الأحداث:

1-    تلك التي توفر دليلا على ظروف كانت موجودة في نهاية فترة التقرير أحداث بعد نهاية فترة التقرير تتطلب تعديلات . 

2-    تلك التي تشير إلى ظروف نشأت بعد نهاية فترة التقرير أحداث بعد نهاية فترة التقرير لا تتطلب تعديلات) وتؤكد المعايير بأن الأحداث بعد نهاية فترة التقرير تشمل جميع الأحداث الواقعة حتى التاريخ الذي تعتمد فيه القوائم المالية للإصدار ، حتى ولو وقعت تلك الأحداث بعد الإعلان العام عن الربح أو الخسارة أو عن المعلومات المالية الأخرى المختارة 

 

وعليه فإن على كل منشأة عند إعداد قوائمها المالية أن تنظر في التأثيرات المصاحبة الانتشار فيروس 19 - COVID وما إذا كانت توفر دليلا على ظروف كانت موجودة في نهاية فترة التقرير . ومن غير المحتمل أن يكون الانتشار هذا الفيروس آثار تتطلب تعديل على القوائم المالية المعدة عن العام المالي المنتهي في ۲۰۱۹/۱۲/۳۱ نظرا لأنه في ذلك التاريخ لم يكن هناك أثر على اقتصاد العالم بشكل عام ، وعلى أعمال المنشآت بشكل خاص . ولذا فإن التركيز سيكون على تأثير ذلك الفيروس على الظروف التي نشأت بعد نهاية فترة التقرير . ومثل هذه الأحداث لن تؤدي إلى تعديل في المبالغ المثبتة في قوائمها المالية لتعكس أحداثا بعد نهاية فترة التقرير لا تتطلب تعديلات . ومما يحسن التذكير به أنه من المهم أن توفر المنشأة إفصاحات كافية عن الآثار المحتملة لفيروس COVID-19  إذا كانت ذات أهمية نسبية بحيث تساعد القوائم المالية المستفيدين على اتخاذ قرارات مدروسة وفقا للمعلومات المتاحة . ويطلب المعيار الإفصاح عن طبيعة الحدث وعن تقدير لأثره المالي ، أو بيان أن مثل هذا التقدير لا يمكن إجراؤه .

 

 

لذا فإن نتائج تأثير جائحة كورونا على الوظيفة المحاسبية فيما يخص الأحداث اللاحقة يمكن تحديدها بما يأتي: 

۱ ) وظيفة القياس : تعامل نتائج تأثيرات جائحة كورونا في التقارير المالية في ۲۰۱۹/۱۲/۳۱ على أنها حدثا غير قابل للتعديل بالتوافق مع معيار IAS10

٢ ) وظيفة الإفصاح: وبما أن نتائج تأثير جائحة كورونا هو حدث غير قابل للتعديل وله تأثیر جوهري ، لذا فإن على الشركة الإفصاح عن طبيعة الحدث وتقدير تأثيره المالي.  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الصعوبات التي واجهت المراجع خلال العمل عن بعد

المصادر والمراجع

التقرير الشامل